الحساب
هاشم محمدعلي المشهداني
ملخص الخطبة
1- معنى الحساب في اللغة والاصطلاح. 2- أهوال يوم القيامة. 3- محكمة العدل والرحمة الإلهية في يوم القيامة: أ- العدل الملطق. ب- الشهود. ج- المتهم. د- المحكمة والمحاكمة. 4- إعداد المسلم نفسه لهذا الحساب.
الخطبة الأولى
يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك
اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما
كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب [غافر:16].
يوم القيامة يوم جليل خطبه، عظيم خطره، بل هو
اليوم الذي ليس قبله مثله ولا بعده مثله، والكل
ظاهر ومكشوف فلا زيف ولا خداع ولا كذب ولا رتوش،
وجاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((أنه تعالى
يطوي السماوات والأرض بيده، ثم يقول: أنا المالك،
أنا الجبار، أنا المتكبر، أين ملوك الأرض؟ أين
الجبارون؟ لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، لمن
الملك اليوم، ثم يجيب نفسه لله الواحد القهار))( [1])
، وذلك هو يوم الحساب ويوم الجزاء.
فما الحساب؟ وما هي صفته؟ وعلى ماذا يحاسب الله
تعالى العباد؟ وما موقف المسلم؟
الحساب اصطلاحا: هو محكمة العدل الإلهية التي يقضي
فيها رب العزة سبحانه بين خلقه وعباده وينبغي أن
تعلم أن يوم القيامة:
يوم يجمع الله فيه الأولين، والآخرين للحساب: قل إن
الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم
[الواقعة:50]. ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب
فيه [آل عمران:9].
يوم تتكشف فيه الحقائق والأستار، فالكل مكشوف
النفس والعمل والمصير: يومئذ تعرضون لا تخفى منكم
خافية [الحاقة:18].
يوم يشيب من هوله الوليد، وتذهل الأم الحنون عن
طفلها، وتسقط فيه الحامل حملها يا أيها الناس
اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها
تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها
وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله
شديد [الحج:2]. وللحديث: ((ذلك يوم يقول الله
لآدم: أخرج بعث النار، قال: يا رب وما بعث
النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى
النار وواحد إلى الجنة)) فأنشأ المسلمون يبكون( [2
]).
وأما صفة الحساب: فلا بد لكل محكمة من حاكم يحكم
ويقضي، وشهود يشهدون، ومتهم وأرض يقام عليها
الحكم.
1
- أما الحاكم: فهو الله جل جلاله، جبار الأرض
والسماء، تباركت أسماؤه وعظمت صفاته الذي يعلم
السر وأخفى، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي
الصدور، الخالق لكل شيء سبحانه وتعالى ويبدأ
الأمر:
أ- بنفخ إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتصعق
الخلائق كلها وتموت: ونفخ في الصور فصعق من في
السماوات ومن في الأرض [سورة الزمر:68].
ب- إحداث تغير عام في الكون فتنشق السماء وتتناثر
النجوم وتتصادم الكواكب وتتفتت الأرض: إذا
الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال
سيرت [التكوير:1-3]. كورت أي ظلمت، انكدرت: أي
تناثرت، وسيرت: أي حركت وصارت كالهباء.
ج- ينفخ إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتقوم
الخلائق للحشر: ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام
ينظرون [الزمر:68].
د- نزول عرش الرحمن جل جلاله: وانشقت السماء فهي
يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك
فوقهم يومئذ ثمانية [الحاقة:16-17]، أي يوم
القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، وللحديث:
((أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من
حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة
سبعمائة عام))( [3]).
هـ- ثم يشرق على الأرض نور الحق جل جلاله: وأشرقت
الأرض بنور ربها [الزمر:69]. أي أضاءت يوم
القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء
( [4]).
و- ثم مجي الحق سبحانه مجيئا يليق بجلاله وكماله
وعظمته سبحانه الكبير المتعال: كلا إذا دكت الأرض
دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر:21-22
].
هاشم محمدعلي المشهداني
ملخص الخطبة
1- معنى الحساب في اللغة والاصطلاح. 2- أهوال يوم القيامة. 3- محكمة العدل والرحمة الإلهية في يوم القيامة: أ- العدل الملطق. ب- الشهود. ج- المتهم. د- المحكمة والمحاكمة. 4- إعداد المسلم نفسه لهذا الحساب.
الخطبة الأولى
يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك
اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما
كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب [غافر:16].
يوم القيامة يوم جليل خطبه، عظيم خطره، بل هو
اليوم الذي ليس قبله مثله ولا بعده مثله، والكل
ظاهر ومكشوف فلا زيف ولا خداع ولا كذب ولا رتوش،
وجاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((أنه تعالى
يطوي السماوات والأرض بيده، ثم يقول: أنا المالك،
أنا الجبار، أنا المتكبر، أين ملوك الأرض؟ أين
الجبارون؟ لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، لمن
الملك اليوم، ثم يجيب نفسه لله الواحد القهار))( [1])
، وذلك هو يوم الحساب ويوم الجزاء.
فما الحساب؟ وما هي صفته؟ وعلى ماذا يحاسب الله
تعالى العباد؟ وما موقف المسلم؟
الحساب اصطلاحا: هو محكمة العدل الإلهية التي يقضي
فيها رب العزة سبحانه بين خلقه وعباده وينبغي أن
تعلم أن يوم القيامة:
يوم يجمع الله فيه الأولين، والآخرين للحساب: قل إن
الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم
[الواقعة:50]. ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب
فيه [آل عمران:9].
يوم تتكشف فيه الحقائق والأستار، فالكل مكشوف
النفس والعمل والمصير: يومئذ تعرضون لا تخفى منكم
خافية [الحاقة:18].
يوم يشيب من هوله الوليد، وتذهل الأم الحنون عن
طفلها، وتسقط فيه الحامل حملها يا أيها الناس
اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها
تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها
وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله
شديد [الحج:2]. وللحديث: ((ذلك يوم يقول الله
لآدم: أخرج بعث النار، قال: يا رب وما بعث
النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى
النار وواحد إلى الجنة)) فأنشأ المسلمون يبكون( [2
]).
وأما صفة الحساب: فلا بد لكل محكمة من حاكم يحكم
ويقضي، وشهود يشهدون، ومتهم وأرض يقام عليها
الحكم.
1
- أما الحاكم: فهو الله جل جلاله، جبار الأرض
والسماء، تباركت أسماؤه وعظمت صفاته الذي يعلم
السر وأخفى، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي
الصدور، الخالق لكل شيء سبحانه وتعالى ويبدأ
الأمر:
أ- بنفخ إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتصعق
الخلائق كلها وتموت: ونفخ في الصور فصعق من في
السماوات ومن في الأرض [سورة الزمر:68].
ب- إحداث تغير عام في الكون فتنشق السماء وتتناثر
النجوم وتتصادم الكواكب وتتفتت الأرض: إذا
الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال
سيرت [التكوير:1-3]. كورت أي ظلمت، انكدرت: أي
تناثرت، وسيرت: أي حركت وصارت كالهباء.
ج- ينفخ إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتقوم
الخلائق للحشر: ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام
ينظرون [الزمر:68].
د- نزول عرش الرحمن جل جلاله: وانشقت السماء فهي
يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك
فوقهم يومئذ ثمانية [الحاقة:16-17]، أي يوم
القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، وللحديث:
((أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من
حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة
سبعمائة عام))( [3]).
هـ- ثم يشرق على الأرض نور الحق جل جلاله: وأشرقت
الأرض بنور ربها [الزمر:69]. أي أضاءت يوم
القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء
( [4]).
و- ثم مجي الحق سبحانه مجيئا يليق بجلاله وكماله
وعظمته سبحانه الكبير المتعال: كلا إذا دكت الأرض
دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر:21-22
].