التدخين
عبدالحميد التركساني
ملخص الخطبة
انتشار التدخين بين المسلمين. 2- أضرار التدخين الطبية. 3- حكم التدخين. 4- أسباب انتشار التدخين. 5- حكم الاتجار بالدخان.
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واشكروه أن أغناكم بحلاله
عن حرامه وأباح لكم من الطيبات ما تقوم به
مصالحكم الدينية والبدنية وحرم عليكم الخبائث لأنها
تضركم ولا تنفعكم.
أيها الإخوة: إن التغذي بالطيبات يكون له أثر
حميد في صحة الإنسان وسلوكه لأنها تغذي تغذية طيبة،
والتغذي بالخبائث يكون له أثر خبيث في الأبدان
والسلوك لأنها تغذي تغذية خبيثة.
ألا وإن من الخبائث التي ابتلي بها مجتمع المسلمين
اليوم هذا الدخان الخبيث الذي فشى شربه في الصغار
والكبار وصار شرابه يضايقون به الناس ويؤذون به
الأبرياء من غير خجل ولا حياء بحيث أن أحدهم يملأ فمه
منه ثم ينفثه في وجوه الحاضرين من غير احترام لهم ولا
مبالاة بحقهم، فيخيم على الحاضرين حوله سحابة قاتمة
من الدخان الخانق الملوث بالريق القذر والرائحة
الكريهة ومصدر ذلك كله فم المدخن البذيء لا يراعي
لمجالسه حرمة، ولا يفكر في وخيم فعله ولو أن إنسانا
تنفس في وجه هذه المدخن أو امتخط أمامه كم يكون
تألمه واستنكاره لهذا الفعل وهو يفعل أقبح من ذلك
بمجالسه، فنفخ الدخان في وجوه الناس أعظم من ذلك
بأضعاف ولكن الأمر كما جاء في الحديث: ((إذا لم
تستح فاصنع ما شئت)).
ومع تنوع أضرار الدخان وآفاته وعدم الفائدة
والمنفعة فيه ولو من أبعد الوجوه فقد أكب عليه
الجماهير في مشارق الأرض ومغاربها وأصبح مما يتفكّه به
ويتلذذ بشربه وتعبق بأنتانه المجالس والمجتمعات
وذلك ما حملني على تحرير هذه الخطبة واختيار
الكتابة في هذا الموضوع وتأليف ما اجتمع لديّ فيه
من معلومات قياما ببعض ما أوجب الله من النصيحة
والبيان، ورجاء الانتفاع والتأثر والله ولي
التوفيق.
نقل الشيخ محمد بن إبراهيم عن الأطباء قولهم:
والدخان مكون من مادة التبغ وهو نبات حشيش مخدر
مرّ الطعم وبعد التحقيق والتجربة ظهر أن التبغ
بنوعيه، التوتون، والتنباك، من الفصيلة
الباذنجانية، التي تشمل على أشر النباتات السامة
كالبلادونا والبرش والبنج وهما مركبان من أملاح
البوتاس والنوشادر ومنه مادة صمغية ومادة حريقة
تسمى: نيوكتين. قالوا: هي من أشد السموم مفعولاً،
والمدخن يعتبر الدخان مكملا للرجولة وحبا لتقليد
نجوم السينما عندما يراهم يشربون الدخان ومجالسة
للأصدقاء فتبدأ السيجارة الأولى ثم الإدمان.
أيها المسلمون: إن شرب الدخان حارق للبدن والدين
والمال والمجتمع ومعلوم أن نوعا واحدا من هذه
المضار كافٍ وسوف نتكلم عنها واحدة واحدة:
أما ضرره على البدن: فهو يضعفه بوجه عام ويضعف
القلب ويسبب مرض سرطان الرئة ومرض السل ومرض
السعال في الصدر ويجلب البلغم والأمراض الصدرية،
ويضعف العقل بحيث يصبح المدخن ذا حماقة ورعونة
غالبا، ويسبب صداع الرأس ويقلل شهوة الطعام
ويفسد الذوق والمزاج، ويفتر المجموع العصبي ويضعف
شهوة النكاح، ويشوه الوجه بحيث يجعله كالا وتظهر
على صاحبه زرقة وصفرة تعم بدنه.
ولقد ذكر الأطباء السبب في إحداثه لهذه الأمراض
ونحوها وهو اشتماله على المادة السامة وهي
النيكوتين، بل إن الشركات المصنعة تحذر وتقول:
تحذير رسمي التدخين يضر بصحتك ننصحك بالابتعاد عنه،
ومع هذا نجد الإصرار ممن يتعاطونه، ولا تقتصر مضار
التدخين على ما ذكر، فقد أظهرت التجارب المجراة
على الأرانب المسممة بالنيكوتين تأثر المخ والمخيخ
فضلا عن اضطراب العصب السمباتي، لذلك يشكو مدمنو
التدخين الأرق والقلق والتحسس والكآبة ووهن
الإرادة وضعف الذاكرة وقد يظهر عليهم الكسل
والخمول والتعب والنصب وغير ذلك من العاهات
المصاحبة له.
ولقد أكثر الأطباء والحكماء الكتابة في التدخين،
وما ينتج عنه وانتشرت أقوالهم وطبعت مؤلفاتهم
وكلها تدندن حول أضراره الصحية للبدن.
عبدالحميد التركساني
ملخص الخطبة
انتشار التدخين بين المسلمين. 2- أضرار التدخين الطبية. 3- حكم التدخين. 4- أسباب انتشار التدخين. 5- حكم الاتجار بالدخان.
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واشكروه أن أغناكم بحلاله
عن حرامه وأباح لكم من الطيبات ما تقوم به
مصالحكم الدينية والبدنية وحرم عليكم الخبائث لأنها
تضركم ولا تنفعكم.
أيها الإخوة: إن التغذي بالطيبات يكون له أثر
حميد في صحة الإنسان وسلوكه لأنها تغذي تغذية طيبة،
والتغذي بالخبائث يكون له أثر خبيث في الأبدان
والسلوك لأنها تغذي تغذية خبيثة.
ألا وإن من الخبائث التي ابتلي بها مجتمع المسلمين
اليوم هذا الدخان الخبيث الذي فشى شربه في الصغار
والكبار وصار شرابه يضايقون به الناس ويؤذون به
الأبرياء من غير خجل ولا حياء بحيث أن أحدهم يملأ فمه
منه ثم ينفثه في وجوه الحاضرين من غير احترام لهم ولا
مبالاة بحقهم، فيخيم على الحاضرين حوله سحابة قاتمة
من الدخان الخانق الملوث بالريق القذر والرائحة
الكريهة ومصدر ذلك كله فم المدخن البذيء لا يراعي
لمجالسه حرمة، ولا يفكر في وخيم فعله ولو أن إنسانا
تنفس في وجه هذه المدخن أو امتخط أمامه كم يكون
تألمه واستنكاره لهذا الفعل وهو يفعل أقبح من ذلك
بمجالسه، فنفخ الدخان في وجوه الناس أعظم من ذلك
بأضعاف ولكن الأمر كما جاء في الحديث: ((إذا لم
تستح فاصنع ما شئت)).
ومع تنوع أضرار الدخان وآفاته وعدم الفائدة
والمنفعة فيه ولو من أبعد الوجوه فقد أكب عليه
الجماهير في مشارق الأرض ومغاربها وأصبح مما يتفكّه به
ويتلذذ بشربه وتعبق بأنتانه المجالس والمجتمعات
وذلك ما حملني على تحرير هذه الخطبة واختيار
الكتابة في هذا الموضوع وتأليف ما اجتمع لديّ فيه
من معلومات قياما ببعض ما أوجب الله من النصيحة
والبيان، ورجاء الانتفاع والتأثر والله ولي
التوفيق.
نقل الشيخ محمد بن إبراهيم عن الأطباء قولهم:
والدخان مكون من مادة التبغ وهو نبات حشيش مخدر
مرّ الطعم وبعد التحقيق والتجربة ظهر أن التبغ
بنوعيه، التوتون، والتنباك، من الفصيلة
الباذنجانية، التي تشمل على أشر النباتات السامة
كالبلادونا والبرش والبنج وهما مركبان من أملاح
البوتاس والنوشادر ومنه مادة صمغية ومادة حريقة
تسمى: نيوكتين. قالوا: هي من أشد السموم مفعولاً،
والمدخن يعتبر الدخان مكملا للرجولة وحبا لتقليد
نجوم السينما عندما يراهم يشربون الدخان ومجالسة
للأصدقاء فتبدأ السيجارة الأولى ثم الإدمان.
أيها المسلمون: إن شرب الدخان حارق للبدن والدين
والمال والمجتمع ومعلوم أن نوعا واحدا من هذه
المضار كافٍ وسوف نتكلم عنها واحدة واحدة:
أما ضرره على البدن: فهو يضعفه بوجه عام ويضعف
القلب ويسبب مرض سرطان الرئة ومرض السل ومرض
السعال في الصدر ويجلب البلغم والأمراض الصدرية،
ويضعف العقل بحيث يصبح المدخن ذا حماقة ورعونة
غالبا، ويسبب صداع الرأس ويقلل شهوة الطعام
ويفسد الذوق والمزاج، ويفتر المجموع العصبي ويضعف
شهوة النكاح، ويشوه الوجه بحيث يجعله كالا وتظهر
على صاحبه زرقة وصفرة تعم بدنه.
ولقد ذكر الأطباء السبب في إحداثه لهذه الأمراض
ونحوها وهو اشتماله على المادة السامة وهي
النيكوتين، بل إن الشركات المصنعة تحذر وتقول:
تحذير رسمي التدخين يضر بصحتك ننصحك بالابتعاد عنه،
ومع هذا نجد الإصرار ممن يتعاطونه، ولا تقتصر مضار
التدخين على ما ذكر، فقد أظهرت التجارب المجراة
على الأرانب المسممة بالنيكوتين تأثر المخ والمخيخ
فضلا عن اضطراب العصب السمباتي، لذلك يشكو مدمنو
التدخين الأرق والقلق والتحسس والكآبة ووهن
الإرادة وضعف الذاكرة وقد يظهر عليهم الكسل
والخمول والتعب والنصب وغير ذلك من العاهات
المصاحبة له.
ولقد أكثر الأطباء والحكماء الكتابة في التدخين،
وما ينتج عنه وانتشرت أقوالهم وطبعت مؤلفاتهم
وكلها تدندن حول أضراره الصحية للبدن.